نظّمت اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز وبدعم من مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (KAICIID) ورشة عمل حول المواطنة وبناء السلام، وذلك في قاعة المحاضرات لجمعية مؤسسة البيت اللبناني للبيئة في كفرحيم الشوف.
تولت مصلحة الشؤون التربوية والدينية في المجلس المذهبي إدارة وتنظيم الدورة التي استهدفت شباباً وشابات من مختلف المذاهب والأطياف وذلك لتمكينهم في موضوع المواطنة وأثرها في بناء السلام.
بداية النشيد الوطني اللبناني، ومن ثم قدم رئيس مصلحة الشؤون التربوية والدينية في المجلس المذهبي الشيخ فاضل سليم المحاضرين حيث شدد على أهمية ضرورة تعزيز قيم المواطنة مثنياً على الدور الكبير الذي يقوم به مركز (Kaiciid) في سبيل تعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر لبناء مجتمعات تقوم على احترام الإنسان بغض النظر عن لونه او شكله او جنسه او معتقده.
من ثم تحدث رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ الدكتور سامي أبي المنى عن المواطنة قائلاً: “التنوُع الديني والفكري حكمةٌ إلهية، وقد ظهر من خلال تطوُّر الفكر الإنساني عبر التاريخ وتكامُل الرسالات السماوية التي تحتضنُ حقيقةً واحدة. تلك الحقيقة أو الحكمة حملها الفكرُ الإنساني وسلسلةُ الوحي المبارَك المتتالية عبر الشرائع ومن خلال العقل البشري.
وأضاف: “أعطى الله تعالى الحريةَ للناس في جعلِهم مختلفين، لقولِه تعالى: “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ”. إنّ الاختلاف إرادةٌ إلهية، وتتابُعَ الرسالات إرادةٌ إلهية، نمت فيها الحقيقةُ كنموِّ النبتةِ مرحلةً إثر مرحلة، إلى أن نضجت الثمار، وتذوَّق المؤمنون، كلُّ المؤمنين، طيبَها وحلاوتَها، دون أن يكونَ هناك فرقٌ في الحقيقة، بل في تذوُّق ثمارِها، ليس أكثر”.
الحقيقة تحتضنُ التنوُّع، أي أنّها تستوعب التنوُّع. وعلى مَن يسعى إليها أن لا يجعلَ دينَه غايةً بحدِّ ذاته، مهما كان هذا الدين، بل يعتمدُه كوسيلةٍ ليس أكثر. الحقيقة هي الغاية، والإنسان هو في قلب الحقيقة، إذاً الإنسانُ هو الغاية، وعليه أن يسعى من خلال دينه ومسلكه لكي يحققَ تلك الغاية، أي ليُحقِّق إنسانيتَه. تلتقي الأديان في اتجاه التكامل وإتمام رسالة التوحيد الواحدة. والتكامل أمرٌ مهمّ وضروري، فـ”إذا كان تنوّع الفصائل أساسياً في التكامل الفيزيائي، فمن الطبيعي أن يكون تنوّع الأفكار والمعتقدات والقيم وطرق الحياة أساساً. والتعددية هي من أفضل النماذج المثالية لتخطّي مشاكل العالم المعقّدة، التي لا يقوى أيُّ تنظيم، بمفرده، أن يجد حلّاً لها”. وعلى هذه القاعدة فإن المطلوب من الأديان المختلفة أن تتكامل فيما بينها لمواجهة مشاكل العالم، وتلك هي مشيئة الله التي قضت بالتعارف والتعاون في استباق الخيرات.” ومن ثم تحدثت مديرة معهد المواطنة وإدارة التنوع في مؤسسة أديان و أستاذة علوم الأديان والدراسات الإسلامية الدكتورة نايلا طبارة حول مفهوم المواطنة الحاضنة للتنوع حيث انها تؤدي الى الاستقرار وان كل فرد في المجتمع له دور في تحقيق المواطنة مشددة على ضرورة وجود رؤية جامعة. ومن ثم قدمت شرحاً مسهباً عن أنواع المواطنة.
ثم تحدث أستاذ اللاهوت في جامعة الروح القدس الكسليك ورئيس تحرير جريدة الشرق الأدنى المسيحي وعضو اللجنة اللاهوتية العالمية في روما الأب الدكتور غابي هاشم عن مفهوم السلام متناولاً جوانب أربعة وهي السلام الداخلي، والسلام الاجتماعي، العنف الديني ومسألة السلام، ومن ثم التربية على السلام.
عد ذلك شارك الشباب والشابات في انشطة تدريبية بإشراف الشيخ خلدون الحسنية والمدربين ايفيت ابو حمدان وطلال زيدان ونائلة ابو غنام حيث ركزت هذه الأنشطة على مواضيع ثلاث وهي الأحكام المسبقة، تقدير الذات وبناء السلام، قبول الآخر. ومن ثم تم توزيع الشهادات على المشاركين.
http://druzecouncil.com/arabic/?p=2943